الحاكم الساذج الذي يقضي على حكمه وعلى دولته


الحاكم الساذج الذي يقضي على حكمه وعلى دولته
مقال في الصميم

سؤال:

لماذا يستعين الحاكم المستبد، ذو العقل البسيط، بإعلامين واشباه مفكرين ووزراء اقرب ما يكونوا للسذاجة والغباء، أو في أحسن الأحوال لؤمة وخبيثين، لايهمهم إلا مصلحتهم فقط، ويعطيهم الاموال الطائلة، مع أنه ممكن أن يستعين بأكبر الكتاب والمفكيرن في العالم.

 

قبل أن أجيب على هذا السؤال أطرح السؤال التالي: كيف يصبح الحاكم ساذجا؟

 

الجواب:

 

عندما لا يربي الأب أبنة على إدارة الحكم، وكيف يصبح حاكما مهاب الجانب، يلتصق به اصحاب السوء في مراهقته، ويسمعونه ما يريد، حتى يكسبوا من ورائه ما يريدون، وبمرور الزمن يؤمن أن الذي يسمعة من هؤلاء المنافقين، والمديح الذي يتلقاه منهم هو الحق، وكلامهم موزون وله قيمة فكرية وادبية، فيتربى على هذا النوع من الكلام، فيصبح فيما بعد ساذج، وشخصيته اقرب للبلاده والعته، ولا يريد أن يسمع إلا ما يرضيه.

 

لهذا الملوك والأمراء الحقيقيين، وليتفادوا تحول أولادهم للسفاهة يرسلونهم للمدارس العسكرية مبكرا، ليتعلموا قسوة الحياة والرجولة، ليصبحوا ملوك وأمراء حقيقيين فيما بعد، والأكثر من ذلك، أنهم يهتمون بتربيتهم التربية الصارمة منذ نعومة أضافرهم.

 

ونرجع الأن لسؤالنا الأول:

 

الجواب ببساطة، أن الحاكم المستبد، والذي يملك قدرات عقلية محدود، ويغلب عليه في كثير من الأحيان الفسق والفجور، وتربى على الإستمتاع بالشهوات فقط، ويصاحب كما قلنا، من يجاملونه بالكلام، فيؤمن أن هذي هي الحياة، وما هو عليه صحيح.

 

وبحكم عدم تربيته التربية الصارمة، يخاطبة أصحابة بسذاجة، اقرب ما تكن للغباء، ليرضوه وينالوا منه مرادهم، وبمرور الزمن يدخل بينهم سذج وأغبياء حقيقيين، لهذا لا يحس بالفرق، لانه لم يتعود إلا على سماع هذا النوع من الكلام، وممكن أن يصاحبه منذ طفولته ساذج بالأصل، ويجاملة بسذاجته، فيتلقى منه السذاجة والغباء على اصولها.

 

وعندما يتربى الحاكم على ذلك منذ طفولته، يضن أن ما يسمعة هو الكلام الموزون كما قلنا، وأن الذي هو عليه صحيح، وبمرور الزمن يصبح ساذج، وتصبح تصرفاته اقرب للغباء الشديد المطلق، ونتيجة لسلوكه وعقليته يتذمر منه الشعب، ويبدئون بالتكلم عليه وفيه، فيبدأ هذا الغبي بالبطش بالشعب، لانه يضن انهم أغبياء، يريدون العبث بالدولة وتدميرها، والقضاء على حكمه، وانهم عملاء، وما يقولونه ليس فيه عقل ولا منطق، وإذا تركهم سيدمرون الدولة.

 

فيصبح شديد الإستبداد، ويلتف حولة أعتى المجرمين، ليصبحوا في شرطته، وأمن دولته، وهو يضن نفسة مصلح وحامي حما الدولة، طبعا إذا كان مخلص في الاساس، ولم يكن عميل ساذج، عين كرئيس دولة بغفلة من الزمان، كما حصل في احدى الدول العربية، التي يحكمها ساذج وغبي من أصل تكوينة.

 

وهذا الساذج يستهين بالعلماء والمفكرين وأهل العقل الراجح الحقيقيين ويحتقرهم، لأنه لايفهم مايقولون، فيبطش بهم لأتفه الأسباب، ويضعهم في السجون، ويقتل من يقتل، وهو يضن انه يدافع عن ملكه وعن دولته.

 

وهذا الساذج دائما بلاده مفلسة، حتى لو كانت تبيع البترول بكميات هائلة، لان بعض الخبثاء يستغلونه، ويحاولون كسب الأموال الطائلة منه ومن الدولة، عن طريق الغش والسرقة والنصب تحت مسميات كثيرة.

حتى الدول الأخرى تستغل سذاجته، وقصور عقله لنهب خيرات الدولة، إن بقى فيها خيرات اصلا.

 

ونتيجة استهانته بالعلماء والمفكرين والصحفيين الحقيقيين، يعاملهم بكل أحتقار ودونية، ويبطش بهم لأتفه الاسباب، لأنه لا يستطيع فهم كلامهم، واستيعاب ما يقول.

 

وغالبا هؤلاء الحكام، ورثوا الحكم من أبائهم، وتربوا بالنعيم، ولم يحرص ابائهم على تعليمهم تعليم الملوك الحقيقيين.

 

ومثل هؤلاء يكونون أخر سلالة الملوك الذين حكموا الدولة، لان عقولهم المحدودة ستكون السبب: إما بتدمير الدولة، أو احتلالها من دولة اجنبية، أو ثورة شعب.

 

هل عرفتم الأن لماذا تنهار الدولة، وينتهي الحكم فيها، وتحتلها دول أخرى بسهولة، ويعاني شعبها من الفقر والجوع لعقود طويلة، ويقتل منهم الكثير؟؟؟؟؟ إذا حكمها معتوه، لهذا أنصحكم حتى لا تصلوا للحضيض، أن تعزلوا كل حاكم معتوه.

 

         كويتي مال حرب جهرا

أترك تعليقات

يمكنك مشاركة هذا المنشور!

المنشورات ذات الصلة